هل تطرد قطر حماس إرضاءً لدول الخليج

هل تطرد قطر حماس إرضاءً لدول الخليج

هل تطرد قطر حماس إرضاءً لدول الخليج

لم تكن الصيغة التوافقية التي يطرحها المعارض القطري البارز سعود بن ناصر آل ثاني، تخلو من محور يبدو أنه رئيسي لحل الأزمة الراهنة بين قطر ودول الخليج، وهو "طرد العناصر المتطرفة التي تحتضنها قطر تحت مسميات مختلفة".

ومن المعلوم أن قطر لا تحتوي على أراضيها عناصر "متطرفة"، إنما تضم بعض القيادات الإخوانية وبعض قادة حركة حماس، وهذا ما يزيد الطين بلة، فهل تضطر قطر إلى الطلب من قادة حماس مغادرة
أراضيها إرضاء لدول  الخليج؟.

وبحسب وسائل الاعلام الخليجية، فإن الصيغة التوافقية تتناول أربعة محاور، منها: تقدم قطر باعتذار رسمي لكل من السعودية والإمارات والبحرين، وإيقاف عمليات المكتب الإعلامي التابع للمكتب التنفيذي للشيخة موزة المسند، وتجميد التحالف بين قطر وإيران، وتوقف المكتب التنفيذي عن دعم العمليات في ليبيا ومصر وشمال أفريقيا والسودان، وطرد العناصر المتطرفة كافة التي تحتضنها قطر تحت مسميات مختلفة.

ومنذ عام 2011 تتخذ قيادة حماس السياسية من قطر مقرا لها، بعد خروجها من سوريا إثر الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد.

وتحدثت مصادر لوسائل اعلام فلسطينية اليوم عن طلب قطر من بعض قيادات حماس مغادرة أراضيها.

إثارة البلبلة

مصادر قيادية في حركة حماس، نفت لـ"دنيا الوطن" ما تداولته بعض وسائل الاعلام من أن قطر طلبت مؤخرا من بعض القيادات مغادرة الأراضي القطرية، مؤكدة أن قيادة حماس باقية في قطر  ولم تبلغ بأي قرار رسمي بهذا الخصوص.

وقالت المصادر: "إن كل ما يثار حول الطلب من قيادات حماس بمغادرة قطر، أو تغيير قيادة حماس مكان إقامتها غير صحيح، ومحاولة لإثارة البلبلة ليس إلا".

خياراً محتملاً

وقال مدير مركز الدراسات الاقليمية بفلسطين، أيمن الرفاتي، إنه منذ عدة سنوات فإنه تعتبر قطر بمثابة عائق أمام السعودية والامارات في تنفيذ سياستهم ضد الإخوان والحركات السياسية الاسلامية، وهذا الأمر يجعل السعودية والامارات تشعران بالضيق منها ومن مواقفها السياسية.

وأضاف لـ"دنيا الوطن": "يعتبر احتضان قطر للتنظيمات الاسلامية من أهم الركائز في السياسة الخارجية القطرية حيث أن صغر حجم قطر وقدراتها العسكرية لا يؤهلها لتكون لاعبا سياسيا فاعلا، إلا أن احتضانها للتنظيمات أعطاها زخما سياسيا واضحاً وجعلها لاعباً أساسياً في المنطقة".

واعتبر الرفاتي أن تخلي قطر عن مثل هذه الملفات يعني انحصارها سياسياً، وتراجع في رؤيتها لصنع مكانتها السياسية الدولية، متوقعا ألا تتراجع قطر في مثل هذه الملفات.

وأشار إلى أن قطر ربما تذهب لحلول وسط في التعامل مع هذه الملفات وخاصة فيما يتعلق بحركة حماس بألا تطلب من الحركة مغادرة أراضيها، بل يمكنها الطلب منها الحد من نشاطاتها خلال الفترة الحالية.

ولكنه استدرك بالقول "خيار أن تذهب قطر للطلب من حركة حماس مغادرة أراضيها يبقى محتملاً، في حال اشتداد الضغوطات على قطر، وهذا ربما يكون خياراً مرحلياً لتجاوز الموجة حاليا، ومن ثم إعادة العلاقات ثانية بعد تحسن الوضع الاقليمي والدولي".

علاقة قوية

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون أنه في ضوء الواقع والضغوطات التي تتعرض لها دولة قطر، فربما يكون هناك بعض الاستجابة أو العكس، مبينا أن ذلك يتضح خلال المواقف الرسمية من حماس وقطر خلال الأيام المقبلة.

وقال المدهون لـ"دنيا الوطن": "لكن علاقة حماس وقطر قوية، وحماس لا تُعتبر من ضمن المنظمات المتطرفة الارهابية، على الأقل في التصنيفات العربية حتى السعودية لا تعتبرها ارهابية، وهذا يؤكد أنها ليست مستهدفة ولا تمثل اشكالية إلا على الاحتلال الاسرائيلي".

وأضاف "حماس حركة مرنة وتتفهم تعقيدات الواقع الداخلي، وهناك تفهم لكل ردود الأفعال، وأعتقد أن الواقع لن يكون صعب على حماس فهي متعودة أن تضيق عليها الأرض، ولديها القدرة على التكيف".